حوار صحيفة العرب القطرية مع العلامة الجليل محمد الحسن ولد الددو
الاثنين, 09 يناير 2012 23:00

نص  الحوار الخاص لـصحيفة «العرب» القطرية  مع الداعية الموريتاني االشيخ محمد الحسن الددو  خلال زيارته الأخيرة للدوحة  كما اوردته الصيفة وفيما يلي تفاصيل الحوار مع الشيخ ولد الددو..  ما شعوركم وانطباعكم بعد إلقاء خطبة الجمعة الرابعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، أكبر وأحدث مساجد قطر؟ - لا شك أن تسمية المسجد باسم الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- كان توفيقا من الله سبحانه وتعالى وتوجيها راشداً وبادرة طيبة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى. ذلك لأن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رمز من رموز أهل السنة وعلم من أعلام الإصلاح والتجديد في العالم الحديث، وقد شوهت سمعته

ودعوته في كثير من الأوساط، فاحتيج لدفاع عنه. ومن سنن الله أن يجعل في الصالحين من يدافع عن عرضهم وشرفهم ويبين مكانتهم ومنزلتهم ومستواهم، كما فعل في إبراهيم عليه السلام. والشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- من بني تميم الذين هم من خيار أهل الحجاز. والعناية به وإظهار مكانته ومنزلته نوع من الوفاء له. والجامع كما رأيته أقيم على الطراز المعماري الحديث، ويجسد شموخ العمارة الإسلامية وعزة الإسلام، ويتسع لأعداد هائلة من المصلين المسلمين المقبلين على الله سبحانه وتعالى من أتباع الجنسيات المختلفة. ولاحظت أن الجامع يتناوب على الخطابة فيه كوكبة من العلماء، حيث خطب فيه سماحة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله، والشيخ إبراهيم الدويش، والشيخ محمد حسن المريخي.

خطباء جامع بن عبدالوهاب

 ما نصيحتكم للقائمين على اختيار خطب الجمعة بجامع محمد بن عبدالوهاب؟ - الاختيار مهم جدا، وتحديد موضوعات الخطب بالتشاور مع الخطيب ضروري، بحيث تكون الموضوعات نافعة ومفيدة تصل للعامة والخاصة. ومن المهم أن يكون مستوى الخطب مناسبا لعامة الناس وخاصتهم، فلا يكون مرتفعا عن فهمهم ولا منخفضا عنهم.

زيارة الأمير لموريتانيا

 ما تعليقكم على زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لموريتانيا نهاية الأسبوع الماضي؟ وكيف تقيِّمون العلاقات القطرية الموريتانية؟ - زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لموريتانيا ليست الأولى، ومبادرات زيارات سموه للدول العربية والإسلامية تتوالى. وأهمية الزيارة ترجع إلى ظروف القحط والجفاف التي تمر بها موريتانيا، وكانت لفتة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى أن يزور بلده الثاني ويلتقي إخوانه الموريتانيين ويتعرف عن قرب على الظروف التي يمرون بها. وكل ذلك من دلائل كرمه وشيمه النبيلة. وأسأل الله أن يجعل خطواته وزيارته وتجشمه عناء السفر في ميزان حسناته.

 ما وجهتكم بعد مغادرة الدوحة؟ - سأعود إلى موريتانيا.

ثورات الربيع العربي

 ما رؤيتكم لنتائج ثورات الربيع العربي؟ وما نصيحتكم لترشيد مسيرتها؟ - الثورات العربية كان هدفها الرئيسي تغيير منكر قائم، وتغيير المنكر يجب ألا يكون بالوقوع في منكر مثله. وينبغي أن يقود ما حدث من ثورات إلى خير مما كان، وألا يكون مجرد تبديل أشخاص بأشخاص مثلهم غير محبوبين ولا مرضي عنهم. والانتخابات التي تمت في تونس ومصر تبشر بالخير، ونسأل الله أن يكون المشروع الذي يحمله الناجحون في تلك الانتخابات مشروعا خادما للدين ونافعا للأمة. ونظرا لحساسية الظروف التي تمر بها الأمة والعالم من حولها، أتمنى أن تتم مشاريع التغيير في الدول التي حدثت فيها الثورات وفقا لخطوات متدرجة ومرحلية وألا تؤخذ الأمور على عجل.

الخوف من الإسلاميين

 ما ردكم على من يتخوفون من نجاح الإسلاميين في الانتخابات التشريعية عقب ثورات الربيع العربي؟ - الذين يخافون من نجاح الأحزاب الإسلامية يريدون إبقاء الماضي على ما كان عليه. ولماذا لا يخافون من الأنظمة التي عاثت في الأرض فسادا وظلما، وما يحدث الآن في سوريا واليمن خير شاهد على الظلم. ونقول لهؤلاء: إنه لا مبرر للخوف من الصالحين المتقين الذين لا نتوقع منهم أي شرور.

جديد ولد الددو

 ما جديد الشيخ ولد الددو فكريا ودعويا على صعيد المؤلفات والندوات والمؤتمرات؟ - عندنا مشروعات علمية وفكرية، أبرزها استمرار الإشراف على «مركز تكوين العلماء» وجامعة الإمام عبدالله بن ياسين، وجمعية المستقبل للدعوة والثقافة الإسلامية بموريتانيا. وتصدر لنا قريبا مجموعة من الكتب، أبرزها عن التفسير، وبعضها طبع في قطر والكويت، وهناك أربعة كتب طبعت بالمدينة المنورة.

- بطاقة تعريف الشيخ محمد الحسن بن الددو من مواليد 1963م، في البادية التابعة لمقاطعة أبي تلميت بموريتانيا، بدأ دراسة القرآن الكريم في السنة الخامسة وأكمله بعدما تجاوز السابعة. درس مبادئ العلوم الشرعية واللغوية على والديه وجدته وعمة والدته وخالة أبيه، وقرأ على والده القرآن بقراءة نافع بروايتي ورش وقالون ومبادئ علوم القرآن، وصحب جده الشيخ محمد علي ولد عبدالودود -رحمه الله تعالى- ودرس عليه ولازمه حتى وفاته سنة 1401هـ (1982م)، وقد درس عليه أكثر ما يدرس في المحاضر من العلوم -أي قرابة أربعين علما- وأجازه في كل ما يرويه من معقول ومنقول، وقد دربه على التدريس وارتجال الشعر والخطابة. كما درس على خاليه الشيخ محمد يحيى والشيخ محمد سالم ابني محمد علي بن عبدالودود (عدود) علوما شتى. كما درس بعض العلوم على خاله عبدالله البحر بن محمد علي بن عبدالودود، وخال أمه محمد الأمين بن الددو. سمع الحديث، وأجيز فيه من عدد من المشايخ في مختلف البلاد، كما أجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، وفي كتب الحديث كالصحيحين والسنن الأربع والموطأ والمستدرك ومسند أحمد والدارمي وسنن البيهقي والدارقطني، وغيرها من دواوين الحديث وأجزائه، وحفظ بعضها. ومن المشايخ الذين سمع منهم وأجازوه من المملكة العربية السعودية: الشيخ حمود التويجري، والشيخ محمد ياسين الفاداني، والشيخ سليمان اللهيبي، وغيرهم. ومن بلاد مصر: الشيخ محمد أبوسنة وغيره. ومن بلاد الشام: الشيخ عبدالفتاح أبوغدة، والشيخ محمد عبداللطيف الفرفور، وغيرهما. ومن بلاد المغرب: الشيخ محمد عبدالله بن الصديق الغماري وغيره. ومن بلاد اليمن: الشيخ القاضي محمد بن إسماعيل العمراني والشيخ محمد يوسف حربه وغيرهما. ومن بلاد الهند: الشيخ أبوالحسن بن عبدالحي الندوي الحسني والشيخ نعمةالله الإديوبندي وغيرهما. ومن موريتانيا: الشيخ محمد فال (أبوه) ابن عبدالله ابن أباه. ومن المشايخ الذين أفاد منهم أو درس عليهم في الكلية أو ناقشوه في بعض الرسائل العلمية: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ عبدالله الركبان والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الأطرم وابنه الشيخ عبدالرحمن والشيخ عبدالله الرشيد وغيرهم. ومن المشايخ الذين كتبوا له تزكيات: الشيخ محمد سالم بن عبدالودود والشيخ بداه بن البوصيري والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ عبدالله الركبان والشيخ عبدالله الرشيد وغيرهم. وهو عضو في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويشارك في دورات المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي. شارك في عدد كبير من المؤتمرات الدولية وتولى التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كليتي الشريعة وأصول الدين، وفي جامعة الإيمان باليمن، وحاضر في أكثر بلدان العالمين العربي والإسلامي، وفي أوروبا وإفريقيا وآسيا وأميركا، وزار أكثر من خمسين دولة في رحلات دعوية.

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان