|
الأحد, 23 نوفمبر 2025 00:19 |
|
في 22 نوفمبر، عشية الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني، يلتقي رئيس الجمهورية مع شباب موريتانيا، في لحظة مشحونة بالرمزية السياسية والتحديات الجسيمة التي تواجه البلاد.
يأتي هذا اللقاء بعد جولة قام بها في ولاية الحوض الشرقي، ألقى خلالها خطابات حاسمة ضد القبلية و الجهوية والعنصرية – وهي ثلاو ظواهر مزمنة لطالما مزقت النسيج الاجتماعي الموريتاني.
إشارة قوية في سياق حساس
قد يبدو هذا اللقاء، في ظاهره، خطوة سياسية قوية ومحاولة لإعادة توجيه الخطاب الرئاسي نحو وحدة وطنية منشودة ومستقبل مشترك.
فالشباب – الذين طالما تم تهميشهم وفقدوا الثقة في الفاعلين السياسيين – أصبحوا اليوم مدعوين للإصغاء، وربما للمشاركة في لحظة يواجه فيها البلد تحديات مصيرية
تحديات سياسية:
: ضعف الاحزاب السياسية و انعدام الثقة في المؤسسات التقليدية ،
تصاعد التوترات ذات الطابع الهوياتي.
تحديات اقتصادية
بطالة شبابية مرتفعة، غلاء معيشة، فوارق كبيرة بين المناطق والفئات الاجتماعية
تحديات أمنية
: تهديدات عابرة للحدود،
هشاشة في منطقة الساحل، تدهور الأمن في بعض المناطق الريفية
تحديات اجتماعية:
تآكل اللحمة الوطنية، رواسب الفقر ، تفاوت في الولوج إلى الخدمات الأساسية.
إرادة للإصلا ح ؟
الخطاب المناهض للانقسامات الهوياتية قد يكون نقطة تحول، إذا ما ترافق مع إرادة سياسية واضحة وخطوات ملموسة. الشباب ينتظرون إجراءات فعلية: إصلاح التعليم، توفير فرص العمل، تكافؤ الفر ص ، الحق في الأمن و العيش الكريم و محاربة التهميش والزبونية
لكن الغموض ما زال قائماً: فالرئيس لا يزال يعتمد بشكل كبير على رموز متهمين بإدامة نفس الممارسات التي تُدان اليوم. وهذا يطرح تساؤلات جدية حول مدى صدق نية التغيير. هل يمكن تفكيك نظام بوسائل النظام ذاته؟ وهل يمكن تحقيق القطيعة دون تجديد حقيقي للنخب السياسية والإدارية ؟
صحوة وطنية أم مناورة سياسية؟
يرى بعض المراقبين أن ما يحدث ليس سوى مناورة إعلامية للتهدئة في أفق الانتخابات الرئاسية في 2029 بينما يرى آخرون أن الرئيس يحاول فعلاً التأسيس لمرحلة جديدة من حكمه، بخطاب يوحي بالإصلاح والوحدة.
لكن المصداقية لن تتحقق إلا عبر:
اتخاذ قرارات جريئة ضد الفساد والإفلات من العقاب؛
إطلاق خطة وطنية لصالح الشباب، بميزانيات وآليات تنفيذ واضحة ؛ إصلاح الإدارة العمومية لضمان الكفاءة والعدالة في التوظيف
من كل ما سبق يمكن القول بأن لقاء رئيس الجمهورية بالشباب يمثل فرصة سياسية حقيقية. وقد يكون بداية جديدة إن ترافق مع خطوات عملية وجادة. أما إن اقتصر على الوعود والخطب، فسيُنظر إليه كمجرد لحظة أخرى من خطابات بلا نتائج، في تقليد مألوف لدى السياسيين.
نواكشوط قي 22 نوفمبر 2025
السيد ولد الغيلاني
|