مقالات
محاكمة ساركوزى ومحاكمة عزيز عناصر للمقارنة/ذ.محمديحي الطيب
الجمعة, 26 سبتمبر 2025 22:25

_ كون الموضوع هوهو أموال مجهولة المصدر لم يتمكن او لم يرد اي من الرئيسين تقديم ما يثبت شرعية مصدرها  تم الحصول عليها واستخدامها أثناء تولي الحكم
_ إجماع المعلقين في فرنسا و اغلب المتابعين الموريتانيين على ان المحاكمة تشكل بادرة ونقلة نوعية لمحاربة الفساد واستغلال النفوذ ومن شأنها ان تشكل رادعا في المستقبل يساهم في مواجهة شطط وتغول السلطة  والثراء بالنفوذ 
- كون محاكمة رئيس سابق تقتضي معاملة خصوصية وقد كانت العدالة المورتانية سباقة في ذلك فوفرت لمحمد ولد عبد العزيز  معاملة  قضائية من مستوى خمس نجوم ان صح هذ المجاز فهو في سجن عبارة عن منزل خاص ويتوفر على الرعاية الصحية الوطنية المجانية وعند كل طلب منه ولم يمثل مقيد اليدين اما م اي محكمة  او هياة تحقيق
_ ,سمح له باختيار محاميه بكل حرية واختار بنفسه ما يزيد على العشرة من المحا مين من ضمنهم محامين اجانب مشهورين دافعو عنه بحرية وقدموا آراء ه  بكل حرية أمام المحاكم وحتى خارج المحاكم وعبر كل وسائل الإعلام والتوصل

 
بين التكرار والفهم: باراديغم جديد للتعليم من المحظرة إلى المدرسة/الأستاذ الجامعي محمد فؤاد برادة
الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 10:43

التعليم ليس سبورةً وطبشورًا، ولا شاشةً مضيئةً وتطبيقًا حديثًا، بل هو روح تُسكب في العقول والقلوب، ورحلة تبحث عن معنى الوجود. إنه باراديغم خفي يوجّه الخطى، ويصوغ العلاقة بين الحرف والمعنى، وبين الذاكرة والفهم، وبين العلم والحياة.

وفي حوار مع الدكتور اللغوي والأستاذ الجامعي الهاشمي حول الاستدعاء النشط، استشهد بما نظمه الشيخ محمدن فال ولد متالي في إيجاز بليغ لخّص به المنهج المحظري:
كتب إجازة وحفظ الرسم @قراءة تدريس أخذ العلم
ومن يقدم رتبة عن المحل @ من ذي المراتب المرام لم ينل

بهذا النظم الموجز وضع ولد متالي خارطة الطريق للطالب: أن يكتب نصه بيده، فيعرضه على شيخه ليجيزه بعد التصحيح، ثم يحفظه عن ظهر قلب، ويستمع إلى شرحه، ويكرره مرارًا حتى يتحول العلم من كلمات مكتوبة إلى ملكة راسخة. وقد أوضح الدكتور الهاشمي أن هذه المراتب ليست مجرد آليات للتلقين، بل هي باراديغم متكامل يجعل من الحفظ مدخلًا إلى الفهم، ومن التكرار جسرًا يعبر به الطالب نحو اليقين.

بهذا المعنى، لم تكن المحظرة فضاءً للترديد الجاف، بل كانت ممارسة أصيلة للاستدعاء النشط قبل أن يظهر المصطلح في كتب علم النفس التربوي. فقد كان الطالب يسترجع النص على فترات، ويعيده بلسانه وفكره، حتى يستقر في ذاكرته الطويلة، فلا يذوب مع مرور الأيام.

أما المدرسة الحديثة فقد جاءت من باراديغم مغاير: تبدأ بالسؤال والصورة، وتستخرج القاعدة، ثم تبني الخلاصة وتختم بالتمارين. إنها رؤية تجعل الفهم في المقدمة، وتفتح أبواب التفكير المنهجي، لكنها – كما يرى الدكتور – لا تمنح الاستدعاء المتدرج مكانته الكاملة، فيبقى الفهم سريع التبخر إذا لم يُستدعَ مرارًا.

ولعل السبيل الأقوم، كما أكد الهاشمي، هو أن نزاوج بين المنهجين: أن نأخذ من المدرسة وضوحها ونظامها، ونستبقي من المحظرة صرامة تكرارها وعمق شرحها. عندها يصبح التعليم بناءً مزدوجًا، يقوّي العقل بأدوات الحياة، ويغذي الروح بإدراك الوجود. فالتعليم النظامي يمنح مهارات العيش، بينما التعليم المحضري يرسخ في الإنسان ثلاث علاقات أساسية: علاقته بربه في عبادة وتوحيد، علاقته بأخيه الإنسان في أخوة وتعاون، وعلاقته بالطبيعة في اعتبار واستثمار.

لكن أطفال اليوم غرقوا في شاشات مضيئة، وألعاب جاذبة، ووسائط لا تعرف التوقف. لم يعد التكرار

التفاصيل
 
الرئيس غزوانى فى واشنطن:نقلة استراتيجية لموريتانيا على الساحة العالمية.
الخميس, 10 يوليو 2025 00:04

تشكل الزيارة الحالية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى واشنطن، بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ج. ترامب، محطة بارزة في التاريخ الدبلوماسي الحديث لموريتانيا. إذ تتمحور هذه القمّة، رفيعة المستوى، والتي تضم فقط خمس دول إفريقية، تم اختيارها بعناية، حول فرص التجارة والاستثمار.

بيد أنها تحمل في طياتها دلالات واضحة، تتجاوز بكثير المجال الاقتصادي. إنها شهادة قوية على المكانة المتنامية لموريتانيا، كشريك موثوق في إفريقيا، وكمنارة للاستقرار في منطقة الساحل المضطربة، ولاعب اقتصادي ناشئ يتمتع بثقل استراتيجي متزايد.

مكانة دبلوماسية بزخم استراتيجي

إن توجيه دعوة من أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم لحضور قمة مغلقة يحمل في طياته دلالات استراتيجية لا يمكن إنكارها. فهي تمثل إعادة تموضع في سياسة الولايات المتحدة تجاه إفريقيا — إذ أضحت تعترف بالدول القادرة والمستقرة وذات المواقع الجيوستراتيجية كمحاور رئيسية في نظام عالمي متغير.
إن اختيار موريتانيا ليس صدفة، بل يعكس دورها المتزايد في تحقيق الاستقرار الإقليمي وأهميتها في الحسابات الاستراتيجية الدولية.

الموقع الجغرافي الفريد لموريتانيا

يُعدّ الموقع الجغرافي لموريتانيا من أبرز نقاط قوتها. فعلاوة على كونها همزة وصل بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، فهي تطل على المحيط الأطلسي، وتنتمي إلى العالمين العربي والإسلامي، مما يجعلها “خط وصل” جيوسياسي طبيعي بين قارات وحضارات. ولم يغب هذا الموقع الفريد عن أذهان المخططين الاستراتيجيين في واشنطن، الذين باتوا ينظرون إلى موريتانيا ليس فقط كشريك إفريقي، بل أيضًا كجار بحري عبر المحيط الأطلسي.

لاعب إفريقي موثوق على الساحة العالمية

تعكس دعوة موريتانيا إلى واشنطن صعود مكانتها في الدوائر الدبلوماسية الإفريقية والدولية. ففي ظل قيادة فخامة الرئيس غزواني، نجحت البلاد في ترسيخ الاستقرار الداخلي، وشاركت بفعالية في جهود حل النزاعات الإقليمية، من منطقة الساحل إلى منطقة البحيرات الكبرى.
وبصفته رئيسًا سابقًا للاتحاد الإفريقي، لعب الرئيس غزواني دورًا محوريًا في صياغة سياسات القارة وتمثيل صوتها في المحافل الدولية. وقد كانت مشاركته الأخيرة في قمة مجموعة العشرين — ليس بصفة مراقب، بل كعضو كامل — لحظة تاريخية للاتحاد الإفريقي وإنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا. كما عكس فوز مرشح موريتانيا، السيد سيدي ولد التاه، برئاسة البنك الإفريقي للتنمية، الثقة الكبيرة التي تضعها القارة الأفريقية في القيادة الموريتانية.

نموذج للاستقرار في الساحل

رغم أن منطقة الساحل تُعرف بعدم الاستقرار والإرهاب والأزمات الإنسانية، إلا أن موريتانيا سلكت طريقًا مختلفًا. فقد نجحت في الجمع بين إصلاحات هيكلية عسكرية مدروسة، واستراتيجيات استخباراتية استباقية، وتعاون إقليمي فعال، مما جعلها واحة استقرار في منطقة مضطربة. وتُعزز مشاركات موريتانيا في عمليات حفظ السلام الإقليمية — بما في ذلك إرسال قوات إلى جمهورية إفريقيا الوسطى — صورتها كشريك موثوق وصاحب خبرة في جهود الأمن العالمي.

وليس من الغريب أن تحظى هذه السمعة باهتمام بالغ من واشنطن، خاصة في سياق مكافحة الإرهاب والأمن العابر للحدود.

ثروات طبيعية وفرص اقتصادية غير مستغلة

بعيدًا عن السياسة والأمن، تدعم المؤشرات الاقتصادية أهمية هذه الزيارة. فموريتانيا بدأت تبرز كاقتصاد غني بالموارد، خاصة الغاز الطبيعي واليورانيوم والمعادن الإستراتيجية. وتعد شركة Kosmos Energy الأمريكية من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الغاز الموريتاني، كما أن آفاق الاستثمار في الهيدروجين الأخضر باتت تجذب اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين والمبتكرين الأمريكيين.

ومن المتوقع أن تسهم هذه القمة في تعزيز مشاركة الشركات الأمريكية، وفتح آفاق جديدة للشراكات التجارية، وتثبيت موقع موريتانيا كرابط حيوي في أمن الطاقة عبر الأطلسي والتنمية المستدامة.

النهوض بحقوق الإنسان: أولوية مشتركة

يلتقي التزام موريتانيا بترقية وحماية حقوق الإنسان مع القيم والمصالح الأمريكية. فقد أحرزت البلاد تقدمًا ملحوظًا في مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين — وهما من أبرز أولويات الولايات المتحدة. ويعكس تصنيف موريتانيا ضمن الفئة الثانية في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي حول الاتجار بالبشر، إلى جانب دول مثل سويسرا واليابان والنرويج، هذا التقدم. وقد ساهم ذلك في أهلية موريتانيا للاستفادة من تمويلات مؤسسة تحدي الألفية (MCC) الأمريكية، وإعادتها للاستفادة من مزايا قانون النمو والفرص الإفريقية (AGOA).
وتعزز هذه الإنجازات مصداقية مؤسسات موريتانيا وحُكمها الرشيد على الساحة الدولية.

آفاق مستقبلية: مكاسب ملموسة متوقعة

لا تقتصر زيارة واشنطن على الرمزية؛ بل يُنتظر أن تثمر عن مكاسب اقتصادية واستراتيجية فعلية. فقد طلبت عدة شركات أمريكية لقاءات مباشرة مع الرئيس غزواني، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بقطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا الرقمية والزراعة. وبالنظر إلى تفضيل الرئيس ترامب للدبلوماسية القائمة على النتائج، فإن الوفد الموريتاني في موقع جيد لإبرام اتفاقيات عملية تعود بالنفع على البلدين.

خاتمة: فصل حاسم في السياسة الخارجية لموريتانيا

تمثل مشاركة موريتانيا في هذا المحفل الرفيع إشارة واضحة إلى أن البلاد دخلت مرحلة جديدة في علاقاتها الدولية — مرحلة تقوم على الشراكات الاستراتيجية، والفرص الاقتصادية، والدبلوماسية المسؤولة. إن زيارة الرئيس غزواني لواشنطن لا تعزز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة فحسب، بل ترفع أيضًا من شأن موريتانيا في صياغة مستقبل التعاون الإفريقي-الأمريكي.

هذه ليست مجرد قمة، إنها رسالة: موريتانيا منفتحة على الاستثمار، ملتزمة بالسلام، ومستعدة للريادة.

سيدي محمد الإمام

 
حين يكرم الوطن عقوله النيرة ، تضاء دروب المجد.../ذ.محمد ولد حوية
الثلاثاء, 04 مارس 2025 12:13

في هذا المشهد الوقور ، حلّ معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي على دار العلم والتجديد، زائرًا العلامة المجدد الشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، ذاك الذي جعله الفكر الرصين، والقلم الحاذق، أحد أركان الاجتهاد ومشاعل الهداية في زمن التبست فيه السبل، واضطربت فيه الموازين.

فليست هذه الزيارة محض تلاقٍ بين السياسة والعلم، أو مجرد تكريم لعَلَمٍ يُستحق له التكريم، بل هي أبعد غورًا، وأعمق دلالة. إنها رسالة تحمل بين طياتها خيطًا ناظمًا من العرفان، تمتدّ جذوره إلى صرح الجمهورية، حيث يُؤْمِن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بأن الأمم التي لا تعلي شأن علمائها، ولا ترفع قدر حكمائها، هي أممٌ تُطفئ مصابيح مسيرتها بيدها، وتترك سفينتها نهبًا للتيه.

لقد كانت بلاد شنقيط ولا تزال وستظل مستودع الفكر، ومنبع الفقه، ومهوى أفئدة السالكين في دروب العلم والمعرفة، بمحاظرها العريقة و منارات العلم الزاخرة، وبرجالاتها السفراء الذين تبوؤوا مواضع الريادة قبل أن يعرف العالم معنى الدبلوماسية، يحملون رسالتها في كل مجلس ، ويصدحون بحكمتها في كل منبر، فما خبت لهم جذوة، ولا انطفأت لهم قبس.

إن تكريم هذه القامات العلمية السامقة، وتقديمها على الملأ في مقام يليق بمكانتها ، ليس منة تُمنح، ولا زينة تُعلق على جدران البروتوكول، بل هو استدعاء لروح الأصالة، وإعلان أن الفكر الرصين لا يُغلب، وأن العقول التي تُحسن قراءة الزمن هي التي تصوغ مجراه، وترسم تضاريس مستقبله.

بوركتْ هذه الخطوة و بوركت مثل هذه المجالس و التي بمثلها يُحفظ المجد، وتُشيَّد أركان الدول على أسٍّ لا يَهوي، وعمادٍ لا يلين.

ذ.محمد ولد حويه

 
الشيخ عبد الله ولد بيه المجتهد الفخر ...ومجدد العصر /د.محمد ولد عابدين
الخميس, 23 يناير 2025 15:46

الحديث عن الإمام العلامة المجدد الشيخ عبدالله ولد بيه حديث إكبار وإجلال ، ومقام فيه متسع للمقال ، عن هذا الذي كلما ذكر تغمرنا مشاعر الزهو والخيلاء ، وتتملكنا أحاسيس الفخر والكبرياء ، مترعة بنشوة الانتماء وحظوة الولاء لهذا الوطن العزيز المعطاء ، ولهذه الأمة العظيمة الولادة ، إذ كلما أحاط بها اليأس وتكالبت عليها المحن محكمة الخناق ، يصدح من عمق محنتها صوت أمل وبلسم ألم ، حاملا فسيلة ليغرسها ؛ حكمة وحلما وعلما وسلما.

تشرفت بمقابلة الإمام المجدد الشيخ عبدالله ولد بيه عشرات المرات فى الداخل والخارج ؛ في بيوته العامرة باغليك أهل بيه ونواكشوط وجده ، وفي مؤتمراته الفكرية الدولية الملتئمة فى أبو ظبي ومراكش وانواكشوط ، وسعدت بمحاورته فى العديد من الندوات العلمية الإذاعية والتلفزونية الحصرية.

وفى كل تلك اللقاءات والندوات والمؤتمرات ، كانت مجالس الشيخ تنضح رحيق علم ، وتفيض أريج فهم وتفوح عبق حكم.

لقد عرفت هذا الشيخ الرباني الزاهد العابد عالما معلما ، ناصحا صادحا بقيم العلم والحلم والسلم ، مجسدا ومجددا لروح السفارة العلمية الشنقيطية فى مشارق الأرض ومغاربها ؛ بغزارة عطائه وعمق حضوره ، وإسهامه فى التأسيس لكينونة حضارية إنسانية معاصرة ؛ قائمة على مبادئ السلم والعدل والتعايش والتسامح.

  إن المشروع الفكري الحضاري للشيخ عبد الله ولد بيه ، قد خرج من السياقات المحلية إلى الفضاءات العالمية ، ولم يعد الأئمة التقليديون وأنصاف المتعلمين وعموم المتعصبين قادرين على فهمه واستيعابه ، حيث أحاط بما لم يحيطوا به ، وجمع من الخصال والخلال مالم يجتمع لعلماء دهره ، فامتزجت الأصالة بالمعاصرة والتراث بالحداثة ، واقترن الفقه بالفكر ، واجتمع التأصيل بالتحليل والرؤية المقاصدية الثاقبة.

الشيخ عبد الله قامة علمية سامقة ومنارة فكرية شامخة..يزاوج بين المرجعية التراثية النصية الأصيلة.. والرؤية العقلانية الحداثية المستنيرة.

معين ثر وبحر غمر ..يغترف منه رواد العلم وطلاب الحق فى زمانه لفهم أسئلة العصر ومشكلاته ومستجداته ، فهو عارف بالماضي..فاعل فى الحاضر ..مستشرف للمستقبل ، وهو داعية أمن ووئام ، وباحث عن العافية والسلام.

إنه علم كبير من أعلام الأمة الإسلامية ، ورافد ثر من روافدها المعرفية ، وإمام معاصر لمسيرتها التجديدية ، ونحن فى حاجة ماسة وضرورة حاقة إلى قبس من نور علمه الغزير ، وضياء فكره المستنير ؛ لنذكر الغافل وندفع الصائل ، ونصون القيم ونحفظ الأمم.

أطال الله عمر الشيخ عبدالله ، وأدام اللقاء بيننا وبينه ؛ أعواما قابلة وعقودا قادمة ، ومن على بلادنا وسائر الأمة الإسلامية بالأمن والإخاء والسلام والرخاء.

د.محمد ولد عابدين
أكاديمي وإعلامي

 
احراحا للنخبة(الحلقة الاولى)/بقم :أحمد هارون الشيخ سيديا
السبت, 04 يناير 2025 23:51

بينما تقف الأمم نهايةَ كل عام لتُسائل زمانها وتُراجع أحلامها، يغرِق بلدنا ذاته في لجة من العدم ويتفرج على عام آخر من العمر يبتلعه الفراغ.

لا شيء في دفتر الرهانات والمكاسب يستحق أن يُذكر: إجماعٌ على العدم، وتهدئةٌ سياسية تقضي على السياسة نفسها، وقانونٌ لصَوْن الذات الرئاسية من أنين المواطنين، ورئاسةٌ احتياطيةٌ للاتحاد الإفريقي بلا أثر، ونظامٌ يحاكم نفسه محاكمة وهمية لا أفق لها ولا تقنع أحدا، ولجانٌ وزارية عليا لمحاربة البذخ في المناسبات الاجتماعية، ومبادرةٌ لأرباب العمل تسهل الزواج، وفتاوى رسميةٌ تؤصل ذلك العبث وتستكمل فصوله.
وطنٌ يُفْرَغ من طموحاته وفرصه لتُستثمَر في السكوت والإسكات والتَّرْك واللامبالاة. وقد تحوَّل الحُلْم، ونحن نخلِّد ذكراه الرابعة والستين، من بناء المستقبل واللحاق بركب الحداثة إلى مجرد الحفاظ على ما تبقى من كيان سلطوي هش.
إنها لحظةٌ خطرة قاتمة يخلو فيها البلد من مشروع يجمع الناس، أو رؤية تبعث الأمل، أو مؤسسة تعترض وتقف في وجه الاندثار، كأننا أمام بيت مهجور يرجى سقوطه بعدما تآكلت جدرانه وانهارت أَسقُفه.
مَلهاةٌ مستمرة يراقص فيها النهب التملقَ والوهم. أبطالُها حَفنةٌ من المستفيدين، و”كُومْبارْسُها” الأطر والوجهاء، وضحاياها أغلبية مسحوقة وطبقة وسطى تهان ويُهَجَّر أبناؤها.

التفاصيل
 
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالي > النهاية >>

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان