رئيس الجمهور في مدينة انواذيبو: يعلن عن تصميمه علي تعزيزالاصلاح والوقوف بحزم ضد الفساد والمفسدين |
الأربعاء, 14 مارس 2012 12:45 |
انواكشوط 14/03/2012-و.وا- وحه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيزخطاباالي الموريتانيين خلال مهرجان دونتمييز أو حيف. وبين ولد عبد العزيز في مجال ترشيد النفقات وحسن التسير، أن مصاريف الدولة لسنة 2011 من ميزانية التسيير لشراء الاوراق والتجهيزات المكتبية بلغت 51 مليار أوقية أي باقل من 18 في المائة من 62 مليار انفقت سنة 2006 لشراء نفس المستلزمات، مبرزا ان هذا المبالغ التي تم توفيرها من مصروفات التسيير وجهت لتلبية الحاجات الملحة للمواطنين، موضحا في هذا الاطار أن نسبة الفوائد على سندات الخزينة انخفضت من 14 بالمائة إلى اقل من 2,5 فيالمائة، في حين عرفت ميزانية الاستثمار زيادة أكثر من 90 في المائة سنة 2011، حيثارتفعت من 44 مليار أوقية سنة 2006 إلى 85 مليار سنة 2011، مما مكن من تحقيق العديدمن الإنجازات وإقامة البنى التحتية والمرافق الخدماتية لصالح المواطنين الاكثر احتياجا في مختلف مناطق البلاد. وأوضح رئيس الجمهورية، أن النموالاقتصادي انعكس على قطاعات حيوية، حيث ارتفعت مخصصات قطاع التنمية الريفية من 25مليار سنة 2006 إلى 58 مليار سنة 2011 ومخصصات قطاع الطرق من 8 مليار سنة 2006 إلى 15 مليار سنة 2011 ومخصصات قطاع الصحة من 700 مليون أوقية سنة 2006 إلى 5ر4 مليارأوقية سنة 2012 ومخصصات قطاع المياه مليار أوقية سنة 2006 إلى 3 مليارات في سنة 2011. واكد أن مواجهة الفساد مكنت من وضع حد لمتأخرات ديونالوزارات التي طالما أنهكت ميزانية الدولة، كما تم القضاء نهائيا على ما يعرفبالملحقات السرية، ومنح الصفقات بالتراضي، وهي وسائل شكلت دائما مصدر ثراء سريع "للثوار العجائز الجدد".، متحديا من يمكنه تقديم دليل علي منح صفقات التراضي في عهده. وأرجع ولد عبد العزيز، حديث البعض اليوم عن ارتفاع الاسعار إلى سد ابواب عيشهم على حساب المواطن وباتوا مضطرينلدفع فواتير الماء والكهرباء ومصاريف محروقات السيارات وأكد قناعته بان قطاع التعليم يعيش وضعا مترديا، نتيجة تراكمات أخطاء الأنظمة السابقة، مذكرا بأنه أول من بين أن هذا التردي يعود لعدم مواءمة النظام التربوي لسوق العمل وهو ما تؤكده اليوم "النخب" مشيراإلى أن نسبة 85% من خريجي جامعاتنا يحملون شهادات في العلوم الإنسانية، في الوقتالذي يتطلب ولوج سوق العمل يدا عاملة مهنية مدربة وهو ما جعل الدولة تولي عنايةخاصة للتكوين المهني وتوفر الوسائل الضرورية لتكوين الشباب الموريتاني، وكشف أنهنالك نقصا حادا في الخبرات والمهارات التقنية في الهندسة والتقنيات الحديثة، مبرزاأنه منذ الاستقلال لم يتكون في مجال الطب سوى 460 طبيبا. وأضاف رئيس الجمهوريةأن السلطات العمومية أولت عناية خاصة للتكوين، حيث افتتحت مدرسة للمعادن وأخرىمتعددة التخصصات لتكوين المهندسين ومدرسة الأشغال العمومية في ألاك، إضافة إلى عددمن مراكز التكوين المهني على امتداد التراب الوطني من اجل تكوين يد وطنية مدربةتستجيب لمتطلبات سوق العمل. وتعهد رئيس الجمهورية بتوفير المزيد من فرص العمل فيقطاعات الصيد والصناعة من خلال تفعيل التكوين المهني، واستنهض همم الشباب للمشاركةفي الحياة العامة، معولا على دوره في تغيير الأوضاع نحو الأفضل وتجديد الطبقةالسياسية، وطالب الشباب بالترشح للانتخابات البرلمانية وتولي مختلفالوظائف. وعبر رئيس الجمهورية عن اهتمامه بمشاركة النساء في الحياة ودورهنالمحوري في بناء الوطن باعتبارهن أولوية في جميع مناحي الحياة، مشيرا إلى تخصيصلائحة نسوية خاصة بالمرأة في البرلمان الموريتاني واكتتاب عدد نساء في سلك الوظيفةالعمومية والإعلان عن مسابقات لاكتتابهن في العديد من القطاعات من مسابقات تفضيلية وقال إن موريتانيا دولة غنية وما ينقصها هو التسيير الرشيد وتوجيه المواردالوجهة الصحيحة. وفي مجال المياه الصالحة للشرب أوضح ولد عبد العزيز أن الدولةبذلت جهودا مكثفة لتعميم خدمات المياه والكهرباء في عموم البلاد مع التركيز علىالمناطق المهمشة والمحرومة كمثلث الفقر الذي قرر تزويد سكانه ابالماء الشروب من سد فم لكليته، معربا عن اسفه لوجود مواطنين كثر ما يزالونيشترون برميل المياه في بعض المدن بخمسمائة أوقية في مناطق الشاطئ،مشيرا إلى أن هذه الأوضاع كرسها أولئك الذين يتشدقون اليوم بالإصلاح والدفاع عنمصالح المواطن. وكشف رئيس الجمهورية أن منطقة انوامغار ستشهد قريبا بناء محطةلتحلية المياه من شأنها أن توفر هذه المادة الحيوية بكميات كافية في المنطقة، كماستشهد بناء مصنع لإنتاج الثلج بكميات معتبرة، الأمر الذي يضمن للصيادين حفظ الأسماكوتسويقها في ظروف مريحة. وتطرق رئيس الجمهورية إلى مشكلة العمال غير الدائمينباعتبارها إرثا خلفته الأنظمة السابقة يشكل اعتداء صارخا على حقوق المواطنين وإمعانافي حرمانهم من حقوق التقاعد والمزايا التي يوفرها عقد العمل. واستعرض الإصلاحات التي شهدتها الزراعة، مما سمح بتحسن مؤشرات هذا القطاع بفعل الجهودالتي تم بذلها ومكنت من تسجيل زيادة معتبرة في الإنتاج. وأشار إلى أنه تم دمج 125 إطارا من الشباب العاطلين عن العمل في هذا القطاع، وسجل بعضهم أرباحا وصلت 4ملايين أوقية خلال 3 أشهر. وفي مجال الكهرباء أوضح أن بلادنا سجلت فائضا وصل إلى 25 ميغاوات وتم وضع حد نهائي لانقطاع الكهرباء، مضيفا أن هنالك مشروعا لإنتاج 40ميغاوات من الطاقة الهوائية وآخر لإنتاج 15 ميغاوات من الطاقة الشمسية ومشروعا آخرلإنتاج 120 ميغاوات سيخلق فائضا يمكننا من تصدير الكهرباء في غضون سنتين أو ثلاثسنوات. وأضاف أن قطاع الطرق يحظى هو الآخر بعناية كبيرة حيث سيتم قريبا إنجازطريق ازويرات وربط مختلف مقاطعات البلاد بطرق معبدة، مضيفا أن بلدية انوامغارسترتبط قريبا بطريق نواكشوط انواذيبو. وتحدث رئيس الجمهورية عن الحريات العامةفي البلاد، مؤكدا أن جميع الحريات مصانة ومضمونة، وقال إن أولئك الذين يدعون أنالحريات مصادرة يمررون خطابهم وانتقاداتهم لرئيس الجمهورية والحكومة من خلالالتلفزيون العمومي وهو ما يؤكد بطلان دعاواهم تلك. وتحدى رئيس الجمهورية الثوارالجدد الذين يتحدثون عن الفساد أن يقدموا وثائق أوأدلة تدعم ادعاءهم. واستغرب أنيكون بين هؤلاء من يتحدث عن الحريات وهو من يعرف الجميع مسؤوليته عن سجن ومتابعةالمواطين والتضييق عليهم في العهود السابقة. وبخصوص الإرث الانساني ذكر رئيسالجمهورية بالجهود التي بذلها لتسوية هذا الملف، مشيرا إلى أن "بعض من يحاولوناستغلاله اليوم، قد يكون ضالعا في تقتيل وتشريد مجموعات من الموريتانيين بينهم اخوةوزملاء لنا في الجيش". وذكر رئيس الجمهورية بجهود الحكومة في تحسين ظروف سكان "مثلث الأمل" فأوضح أن هذه المنطقة ظلت مهملة من طرف الأنظمة التي تعاقبت علىالبلاد منذ الاستقلال مما جعلها تعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية وثقافيةصعبة. وقال إنه قام بزيارة هذه المنطقة في وقت مبكر حيث تعرف على مشاكل السكانواهتماماتهم، وحينها بدأ تنفيذ مخطط متكامل للنهوض بها وتطويرها من خلال توفيرالبنى التحتية الاجتماعية وبناء السدود وتوفير شبكات المياه والكهرباء وشقالطرق. وأعلن عن إنشاء معهد عال للدراسات الإسلامية في هذه المنطقة وإنشاء تجمعفي هذه المنطقة.. وبخصوص قضية المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلاميةوالجامعة الإسلامية في لعيون قال رئيس الجمهورية إن المعهد لم يغلق وما يزال قائماوهو مفتوح أمام الراغبين في التسجيل فيه. أما "الجامعة الإسلامية فقد تم إنشاؤهابناء على طلب علماء كثر استحثوا مشاعري وحماسي حين تحدثوا عن دراسة الطلاب الشناقطةلنيل الدكتورا للدراسات العليا في التشريع الإسلامي في دكار، فوجدت أن ذلك لا يليقبسمعة البلد ولا بتاريخه فامرت بإنشاء جامعة إسلامية يجد فيها الطلاب الموريتانيونمبتغاهم وتصل حاضر البلد بماضيه، وسنوفر لها كل الإمكانيات الضرورية للقيام بدورهاعلى أكمل وجه بامكانياتنا الخاصة ولم انتظر في ذلك الدراسات التي كان طلب تمويلها وحده مصدرا للفساد وتاخر الانجازات". وتحدث رئيس الجمهورية عن الجهود المبذولة في إصلاح الحالةالمدنية وتأمين الوثائق مما يمكن كل مواطن من الحصول على وثائقه المدنية وفي كلنقطة من الوطن، بطريقة شفافة وبعيدا عن ممارسة الماضي وبيع جوازات السفر بمبالغ تصل الي 80 الف اوقية. ولدى حديثه عن الحالة السياسية في البلاد أكد رئيس الجمهورية أن الحوارالأخير كان جادا ومهما وأن تقييمه يعود أولا وأخيرا إلى الشعب الموريتاني الذي هوالحكم وهو من يعطي السلطة أو يمنعها. وجدد استعداده لأي حوار بناء وجاد يخدمالشعب الموريتاني مع أي طرف يريد الوصول إلى نتائج تخدم المواطن الموريتاني، لكنيجب أن يكون الطرف المحاور جادا في مسعاه ولا يريد فرض شروط مسبقة والوصول إلىنتائج الحوار قبل انطلاقه. واعتبر أن من يتهربون من الحوار ليست لهم قواعد شعبيةويخشون مواجهة الاستحقاقات الانتخابية. وبخصوص الأوضاع الأمنية ومواجهة الإرهابقال رئيس الجمهورية إن موريتانيا لا تخوض حربا بالوكالة، بل إنها تدافع عن مواطنيهاوحوزتها الترابية وستطارد العصابات الإجرامية وكل من يهدد أمنها في أي مكان يمكنهاالوصول إليه. وبخصوص إطلاق سراح الدركي الذي كان مختطفا، كشف رئيس الجمهورية أنالدولة لم تفاوض الإرهابيين، وإنما أطلق سراحه مقابل مخبر مجرم كان يعمل لصالحالإرهابيين، وقد وجهت لهم القوات المسلحة ضربات موجعة إثر هذه العملية. وأعلنرئيس الجمهورية لشباب انواذيبو إنشاء صندوق بقيمة مليار ونصف مليار أوقية لتشغيلالشباب في الولاية، كما أعلن حل مشكلة 162 بحارا في المدينة وأصدر أوامر للجهاتالمختصة بتكوين البحارة وتحسين قدراتهم من أجل زيادة مردوديتهم وتحسين دخلهم، وتحدث عن انشاء مصنع للسفن البحرية لصالح شباب خريجي مدارس التكوين البحري وأعلن بناء ملعب ودار للشباب في المدينة. وأكد رئيس الجمهورية أن جميعالاتفاقيات في مجال الصيد ستراعي مصلحة موريتانيا بشكل عام وولاية داخلت نواذيبوبشكل خاص. وعدد رئيس الجمهورية ما اعتبرها مآخذ "الثوار العجزة الجدد" علىالنظام ، حيث قال إن هؤلاء يرون أن الحوار لم يحقق نتائج وهذا غير صحيح باعترافغالبية الأحزاب السياسية، ويقولون إن البلاد تعيش أزمة اقتصادية وقد حدثتكم قبلقليل عن الوضع الاقتصادي، ويقولون إن وسائل الإعلام مغلقة أمامهم وهذه الانتقاداتتمر عبر وسائل الإعلام العمومية، ويتحدثون عن عزلة آدوابة وعزلة منطقة الضفة وهم منقاموا بعزلهما، ويتحدثون عن ارتفاع الأسعار ونحن من دعم أسعار المواد الأساسيةووفرها بأسعار مخفضة للطبقات الضعيفة، ويتحدثون عن فشل الإحصاء وهذا مردود عليهبكثرة إقبال المواطنين وأهمية أهداف الإحصاء، ويتحدثون عن الجفاف وفشل برنامج أمل 2012، الذي نعلق عليه نحنوالمواطنون مالا كبيرة وستتحقق إن شاء الله، مؤكدا ان الجفاف في جيوب هؤلاء لان ابواب عيشهم من نهب المال العام قد سدت عليهم. وأعلن رئيس الجمهورية عن انطلاق سلسلة مشاريع من شأنها أن تعمل علىتغيير وجه ولاية داخل نواذيبو وتخفف معاناة سكانها، وتوفر لهم فرص العمل عموماوشبابها خصوصا، وتضمن توفير خدمات المياه والكهرباء وتفك العزلة عن مناطق عانتطويلا من العطش والضياع والإهمال. وعبر السيد الرئيس عن شكره لسكان داخلتانواذيبو على التواجد المكثف في المهرجان معتبرا أن ذلك يؤكد تشبثهم بخياراتالإصلاح والتغيير ووفاءهم لبرنامجه الانتخابي الذي نال تزكية الأغلبية الساحقة فيهذه الولاية. وقال إن هموم ومشاكل سكان انواذيبو ظلت حاضرة في ذهنه وشكلت نهضتهاوتنميتها محورا بارزا في سياسات الحكومة، متعهدا للموريتانيين بان يظل وفيا لعهده وملتزما بكل كلمة قالها لان الجميع يعرفه بصدق القول، رغم عدم لحيته، بينما يكدب اصحابها من "المعارضين". |