انطلقت الاربعاء في كيهيدي، أعمال ورشة جهوية حول التنوع الثقافي في موريتانيا وذلك في إطار مشروع تعزيز دور المتحف الوطني الممول من طرف التعاون الاسباني.
وتهدف هذه الورشة إلى دعم المتحف الوطني كمؤسسة فاعلة في الحوار الاجتماعي والثقافي، من أجل حفظ وتثمين تراثنا بشقيه المادي وغير المادي من خلال اعتماد مقاربة تكرّس التنوع الثقافي.
وناقش المشاركون في الورشة من المهتمين بالشأن الثقافي وممثلي منظمات المجتمع المدني أهمية التنوع الثقافي في تعزيز التماسك الاجتماعي، وسُبل تفعيل دور المؤسسات الثقافية في هذا المجال.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضح الوالي المساعد لولاية كوركول السيد أحمد بزيد ولد أحمد يعقوب، أن هذه الورشة، الثالثة من ورشات دعم قدرات المتحف الوطني، تتناول التنوع الثقافي في ولايات نواكشوط الغربية، والترارزة، وكوركول، ولعصابة، والحوض الشرقي، ونواذيبو .
وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي تعتز بانتمائها العربي الافريقي، فخورة بثراء ثقافات ولغات مجموعاتها الوطنية وتعتبره مصدر قوة وإلهام، وهو ما أكد عليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في العديد من المناسبات.
وذكر بأن فخامة رئيس الجمهورية أطلق من ولاية كوركول إعلان جول للوحدة للوطنية، ودعا في خطابيه الافتتاحيين لمهرجاني وادان وشنقيط التاريخيتين إلى تعزيز هذا التعاون واستثماره ضمانا للحمة الاجتماعية التي تستوعب الجميع ولا تقصي أي شريحة أو فئة أو لون ثقافي.
وقال إن حكومة معالي الوزير الأول المختار ولد أجاي، عملت على تجسيد هذا التوجه من خلال خطوات عملية كان أولها إعلان فاتح مارس كل سنة يوما وطنيا للتنوع الثقافي، مبرزا أن قطاع الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان يسعى إلى رسم برامج وطنية طموحة وفعالة في هذا السياق.
وأضاف السيد الوالي المساعد، أن العالم يعمل على جعل الثقافة وسيلة فعالة وناعمة للتقارب بين الشعوب في إطار ما يسمى الدبلوماسية الثقافية وهو ما يقابله سعي البلدان لتعزيز تماسكها الداخلي عبر رسم سياسات تحمي التنوع وتروج لثقافة التعارف الثقافي بين مكونات المجتمع الواحد.
بدوره أعرب المدير العام للمتحف الوطني السيد محمد محمود ولد اب ولد أن، عن جزيل شكره للتعاون الاسباني على اختياره للمتحف الوطني ومن خلاله المكتب الوطني للمتاحف للقيام بهذا الدور الطموح والملائم في وقت واحد.
وأشار إلى أن هذه الورشة تتناول موضوعا جوهريا “يشكل منذ الأزل خصوصيتنا وتميزنا في موريتانيا وهو كنز نمتلكه جميعا كجزء متماسك من هويتنا وتنوعنا الثقافي، نظرا إلى أن بلادنا تتعايش فيها ثقافات وتقاليد مختلفة مكونة نسيجا اجتماعيا فريدا قائما على الاحترام وهو أكده فخامة رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة”.
وكان عمدة بلدية كيهيدي، السيد دمبا انجاي، قد أكد أهمية التنوع الثقافي والتماسك الاجتماعي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لفهم الماضي بصورة أعمق، وتقدير الحاضر بوعي، وبناء مستقبل يسوده الانسجام والتكامل بين مختلف مكونات المجتمع.
وأشار، في هذا السياق، إلى الجهود المبذولة من قبل البلدية في سبيل حفظ الذاكرة الجماعية وتعزيز الهوية الثقافية، مذكّرًا بإعادة تأهيل مبنى قصر العدالة القديم في المدينة وتحويله إلى متحف بلدي يهدف إلى خلق فضاء يُعنى بالتعريف بالتراث الثقافي المحلي، وعرض الموروث التاريخي للمنطقة.
وحضر انطلاق الورشة الحاكم المساعد لمقاطعة كيهيدي، ورؤساء المصالح الإدارية والامنية في الولاية.
و م ا |